إدارة علاقات المستثمرين

إدارة علاقات المستثمرين

إدارة علاقات المستثمرين هي الأرض الخصبة في الشركة، وتعد الأداة المساعدة لاهم مصدر تمويلي للشركة،من خلال ربط  جميع الإدارات بالداخل وبين المستثمرين بالخارج، ولذا لا غنى لأية شركة عنها، ولا يمكن لأي شركة تحقيق النمو المستدام دونما وجود إدارة لعلاقات المستثمرين.

الهدف من إنشاء إدارة علاقات المستثمرين

تُعني إدارة علاقات المستثمرين في الشركة بخلق اتصال فعال بينها من جهة وبين المساهمين والمستثمرين الحاليين والمحتملين من جهة أخرى، وذلك بهدف توفير الخدمات المعلوماتية المتعلقة باستثماراتهم. وهو ما يتيح للشركة الارتقاء بمستواها وتقديم رؤية واضحة عنها لهم لتشجيعهم على تقييمها بشكل صحيح.

والتوصل مع المستثمرين هو فن إداري واستراتيجي ومالي في آن واحد، ويجمع ما بين التسويق والاتصال والمعرفة بقانون الأوراق المالية لخلق تواصل فعال ذي اتجاهين بين الشركة والمجتمع المالي من جهة، وبينها وبين المستفيدين منها من جهة أخرى.

القيمة الاقتصادية للعلاقات مع المستثمرين

تتمثل القيمة الاقتصادية للعلاقات مع المستثمرين في ثلاثة أهداف رئيسية، وهي:

1-  سهولة تنمية رأس المال: من خلال سعي الشركة لتواصل فعال مع مجتمع المستثمرين، فهذا من شأنه أن يجعل مجتمع المستثمرين أكثر معرفة وإدراكًا بالشركة وعروضها الاستثمارية، إذ من المهم إدراك أهمية جلب رأس مال جديد سواء من المساهمين الحاليين أو المحتملين بشفافية وأمانة.

2-  السيولة: حيث واحدة من المهام في إدارة علاقات المستثمرين هي تزويد مساهمي الشركة بالخدمات المعلوماتية التي يحتاجونها على الدوام. وهذه الخطوة كفيلة بجلب الوعي والأمان لنفس المستثمر، بالإضافة الى ارتفاع نسبة التداول بالأسهم والتي في النهاية تزيد من نسبة سيولتها في السوق المالي.

3-  التقييم العادل: ويعتبر التقييم العادل لأسهم الشركة الهدف الأساس لأي إستراتيجية في مجال علاقات المستثمرين. ويتم تحقيقه من خلال إستراتيجية فعالة في الاتصال والتواصل لإدارة توقعات المستثمرين والتقريب بين ما لدى المستثمرين من معلومات وما لدى الشركة.

هذه هي الأهداف الرئيسية والتي تشترك فيها كل الشركات، أما وفي الشركات المغمورة أو التي يمكن أن يكون لدى الناس فكرة خاطئة عنها، فيمكن أن نضيف هدفا آخر وهو أن التواصل الفعال يجذب ثقة المستثمرين العالميين والإقليميين ويعرّفهم بقصص نجاح هذه الشركة والتي غالبا ما تكون غير معروفة للكثيرين، مما يساهم في جذب رأس المال الأجنبي فضلا عن المحلي للاستثمار في تلك الشركة.

المدة المتوقعة لتحقيق الأهداف

ثمار علاقات المستثمرين تحتاج وقتًا طويلاً لتنضج، فهي عملية ليست بالسهلة وقد تستغرق عدة سنوات لبناء الثقة، وذلك لأن الجهود المستمرة لعلاقات المستثمرين تؤدي الى زيادة إدراك المجتمع بالشركة وتُعنى بإدارة توقعات المجتمع المالي التي من شأنها أن تخلق التقييم العادل، والزيادة في السيولة، وسهولة الوصول الى رأس المال

الاطراف ذات الصلة مع دائرة علاقات المستثمرين

أولًا المستثمرون:

مستثمرون مؤسسات: وهم المستثمرون الذين يتولون إدارة مجموعة من الأصول مثل: صناديق رأس المال المخاطر والصناديق الاستثمارية، الاستثمارات المشتركة، التأمينات على الحياة، وبرامج التقاعد. وتعتبر تلك هي المجالات التي يستثمر فيها الأفراد والشركات على حد سواء.

مستثمرون أفراد: هم مستثمرون من العامة وليسوا بالضرورة من المتمرسين، يقومون بشراء الأسهم في الشركات المدرجة وعادة يتخذون قرار الاستثمار بناءً على توصيات الوسيط المالي أو من خلال تقديراتهم الشخصية، وهم على أنواع من حيث أسلوب الاستثمار؛ مستثمرو دخل أو مستثمرو قيمة. ويعتبر اندماج مستثمري التجزئة في السوق المالي أمرًا حيويًّا، إذ يوفر سيولةً مطلوبة للسوق.

ثانيًا المحللون:

للمحللين دور جوهري في العلاقة بين الشركة والمستثمرين، فهم يقومون بدور الوسيط الحيادي في إعداد دراسات عن وضع الشركة المالي والمستقبلي الذي يصب في تقييم الأسهم. ويقومون عادة بنشر نتائج أبحاثهم، وتوصف بالعادلة، بصفتهم قنوات ذات أهمية في السوق.

ثالثًا الإعلام:

يشكل الإعلام بكافة أشكاله المكتوبة والمرئية، وحتى الإنترنت، قنوات مهمة لسمعة الشركة. إذ يملك الإعلاميون الاقتصاديون تأثيرًا كبيرًا على انطباعات المستثمر عن الشركة، فهم يحققون في الرسالة التي تبعثها ويديرون توقعات المستثمرين حولها.

رابعًا الستشارون القانونيون:

هم محامو الشركات، وتمثل طبيعة عملهم حلقة وصل مع ممثلي علاقات المستثمرين لضمان التزام الشركة بقوانين الإفصاح والشفافية.

خامسًا المستشارون الماليون:

تقدم شركات الاستشارات في علاقات المستثمرين الدعم اللازم والعديد من الخدمات للشركات العاملة في الأسواق العالمية والإقليمية، ومن تلك الخدمات، دراسة وتحليل لسجل المساهمين وتنظيم حملات ترويجية مستفيدين من شبكات المعارف (العلاقات) والبيانات الموجودة لديهم والتي تساهم بنتائجها في دراسات ردود الأفعال والإدراك، كما أنها تعتبر بمثابة مرجعية لبيانات الشركة.

كيف يمكن بناء استراتيجية فعالة لعلاقات المستثمرين؟

تعتمد إستراتيجية علاقات المستثمرين على عدد من الركائز، ابتداءً من دراسة وتحليل السوق لمعرفة وضع الشركة فيه بهدف صياغة العروض الاستثمارية، واستهداف المستثمرين الأمثل بهدف الارتقاء بسمعة الشركة، ومن ثم إعداد صيغة رسالة الشركة حيث تكون إدارة علاقات المستثمرين المسؤولة عن إيصالها وترويجها بما يتاح لها من طرق. وفي حال تم إقرار الإستراتيجية، يجب مراجعتها سنويًّا للتأكد من استمرارية فاعليتها.

فريق علاقات المستثمرين:

يتكون طاقم دائرة "علاقات المستثمرين" في الشركات الصغيرة من موظفين اثنين، هما: مدير علاقات المستثمرين ومساعده. أما في الشركات الكبيرة، فيتكون من ستة الى عشرة أشخاص، هم: مدير للدائرة، مدير إداري، مساعدون ومحللون ومدخلو بيانات، وموظفو الصفحة الإلكترونية والإعلام المالي.

مؤهلات مدير علاقات المستثمرين:

يقع على عاتق مدير علاقات المستثمرين مهام عديدة ومختلفة، قد تبدأ بفهم الشؤون المالية، والسوق المالي، مرورًا بالقوانين والأنظمة المالية، وانتهاءً بامتلاكه مهارات الاتصال والتواصل.

وبالتالي فإن صفات المسؤول وما يتمتع به من مؤهلات وكفاءات متنوعة أمرٌ ضروري. كما عليه أن يكون ملماً بالتحليلات المالية؛ بصفته مسؤولاً عن الإجابة على أسئلة مالية محددة من المستثمرين خلال الاجتماعات، وعليه أن يملك الإجابة المناسبة وأن يتوقع الأسئلة المحتملة. وعلاوة على ذلك، على المسؤول أن يتمتع بخبرة في: العلاقات العامة، والاتصال، والتواصل.

كذلك ستكون من مسؤوليته تطوير أساليب تسويق الشركة، وصياغة رسالة الشركة وقت الأزمات، والتواصل الفعال مع مجتمع المستثمرين.