التحول المؤسسي

التحول المؤسسي

مع التطورات المتتالية والمتسارعة في الوقت ذاته وبالأخص في علوم الإدارة الحديثة ووسائل التطور المؤسسي أصبح مفهوم التحول المؤسسي من المفاهيم المهم التعرف عليها بهدف معرفة أهميته وأهم الأهداف وراء عملية التحول.

ووسط هذه التطورات أصبح من المهم للشركات أن تركز على تطوير نشاطها التجاري والتعديل في أساليب ونماذج أعمالها من أجل مواكبة تلك التغيرات والتطورات، وذلك بهدف تحسين أداء أعمالها.

وكذلك ومن أجل الحفاظ على الميزات التنافسية وتعظيم الحصة السوقية كان على الشركات الاتجاه إلى التحول المؤسسي، حيث أصبح من الاحتياجات التي لا مفر للشركات منها، وخاصة مع التغيرات الحديثة في الأسواق، والتقدم التقني المتسارع.

وعلى الرغم من ما تم ذكره من فوائد ومميزات لعملية التحول المؤسسي، وعلى الرغم من أنه أصبح لا مفر للشركات من التوجه إليه، إلا أنه وكغيره من الخطوات المهمة لإحداث التقدم لدى الشركات، فلابد أن تكون تلك الخطوات محسوبة قبل اتخاذها وبدقة، حيث وفي حال لم يتم اتخاذ هذه الجوانب بالحسبان فقد تأتي عملية التحول بأثر عكسي، حيث قد تنفق المؤسسة الكثير من الأموال دون تحقيق العائد المرجو.

وعليه وحتى تؤتي عملية التحول أَكلها، فلابد من الإجابة على سؤالين رئيسيين، الأول ما هو الوضع الحالي للمؤسسة، والثاني مفاده ما الوضع المنشود الذي تسعى المؤسسة لتكون عليه مستقبلا، حيث الإجابة على هذين السؤالين هي مفتاح جميع ما قد تمر به المؤسسة من أسئلة خلال مراحل التحول المؤسسي.

فالمقصود بالتحول المؤسسي هو عملية تحول أو انتقال المنظمة من وضعها الحالي إلى وضع آخر مستهدف بهدف التحسين والتطوير، وذلك عن طريق إحداث تغيير داخل المؤسسة وفقاً لمنهجية محوكمة ينتج عنها أثر إيجابي على البيئة الداخلية للمؤسسة.

ويكون ذلك من خلال ربط الأهداف الاستراتيجية لها بالوضع المستهدف منها، وإطلاق مشاريع ومبادرات داعمة لإحداث الفارق وفق الفرص المتاحة لمسار التغيرات وما يصحب ذلك كله من تطوير للبنية الأساسية والرقمية مع إشراك أصحاب المصلحة داخل وخارج المؤسسة في كل ما سبق.

وعليه فإن التحول المؤسسي يعمل على إعادة ترتيب وتنظيم ومراقبة مهام المؤسسة، مع الحرص على الاستمرار في ما تقدمه من خدمات أو تنتجه من منتجات، والعمل على تدبير التمويل اللازم لتلك الخدمات أو هذه المنتجات.

وتلتزم الإدارة أو الوحدة المسؤولة عن برنامج التحول بعدد من المهام والمسؤوليات، ومنها تعيين الكوادر التي ستساعد المؤسسة في تنفيذ برنامج التحول، ورفع تقارير الأداء للإدارات المرتبطة بالبرنامج، والتأكد من مواءمة برنامج التحول مع سير المبادرات والمشاريع بما يتوافق مع مبادئ الحوكمة، مع متابعة الخطط التشغيلية للإدارات التابعة ومؤشراتها والرفع بتقاريرها للمشرف العام على البرنامج.

وبناء على ما سبق فإنه من الطبيعي والمنطقي ومع كل ما ذكرنا أن نرى العديد من التحديات والمعوقات، وقد يكون من العوامل المساعدة لمواجهة هذه التحديات وتلك المعوقات اللجوء إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي والبحث عن الفرص الجديدة المناسبة لوضع الشركة في أي من مراحل التحول.

كذلك لمواجهة تلك التحديات والمعوقات يمكن القيام بقفزات استكشافية للطاقات البشرية الكامنة للموظفين، والعمل على تطوير الموارد البشرية عبر برامج تطويرية وتنظيمية مخططة تسهم في إشراك المجتمع الداخلي والخارجي المرتبط بالمؤسسة.

وعلى هذا تسعى الشركات من خلال التحول المؤسسي إلى تحقيق إنجازاتها بشكل سريع، وهو أمر مطلوب لتحقيق مسارات الإنجاز بوتيرة سريعة، حتى وإن استغرقت تلك الإنجازات وقت طويل، ولكن الأهم هو تحقيق الإنجازات المتتالية.