برنامج أسهم الموظفين.. نمو مستمر وتعزيز للولاء
كيف تتعزَّز العلاقة بين المؤسسة والموظف؟ سؤال قديم متجدد يشغل بال المؤسسات والشركات، كبراها وصغراها. لكن في عصرنا، لم تعد العلاقة بينهما مشروطة بتلقي الرواتب والمكافآت والعلاوات. في عالم مترابط ومتسارع، عالم تتنوع فيه الخبرات، وينفتح فيه سوق العمل؛ تسعى الشركات والمؤسسات إلى بناء علاقة قائمة على التشاركية وبناء ثقة المؤسسة أو الشركة في الموظف من جانب، تمكن الشركة من الاستفادة من ارتفاع إنتاجية الموظف مما يسهم في ارتفاع قيمة أسهمها وتعزيز ولائه والاستفادة من أقصى إمكانياته من جانب آخر. لذا فإن برنامج أسهم الموظفين، هو بالدرجة الأولى تعبير عن حرص الشركات على تعزيز العلاقة بين المؤسسة أو الشركة، والموظف، كما يعد أحد أفضل الأساليب التي تمتلكها الشركات لمساعدتها في تعيين الموظفين والاحتفاظ بهم.
توفير واستقرار وظيفي
لا يعود الموظف في برنامج أسهم الموظفين مجرد عامل يؤدي عمله كيفما كانت النتيجة، بل يصبح العمل جزءاً من ملكيته. وبذا تستطيع المؤسسة الحفاظ على الاستقرار والأمان الوظيفي في الشركة، فضلاً عن التخلص من أعباء الرواتب والمكافآت العالية. وتتيح للموظف الدخول في مجال الاستثمار وتحقيق الإبداع والتميز فيه.
وقد أتاح نظام الشركات السعودي أن تحدد الشركة جزءاً من أسهمها للموظفين، بمنح الحق للجمعية العامة للمساهمين بشراء أسهم الشركة أو زيادة رأس المال، وتخصيص تلك الأسهم من عملية شراء أو زيادة أسهم الخزينة. ويعد برنامج أسهم وحوافز الموظفين أحد مصارفها النظامية.
لكن لتلافي أي آثار سلبية يمكن أن تنتج عن البرنامج، لا بد من صياغة نظامية لبرنامج أسهم الموظفين في ضوء الأنظمة المطبقة في المملكة العربية السعودية، ووفقاً لأفضل الممارسات العالمية، مما يسهل للقائمين على الشركة إدارتها وتطبيقها والاستفادة القصوى من مزاياها.
خيارات التملك
عدد من الخيارات يتيحها برنامج أسهم الموظفين، ومن أبرزها، خيار منح الأسهم كاملة دون دفع مبالغ، وأيضاً عن طريق شراء الأسهم بقيمة مخفضة، وكذلك الاستفادة من قيمة ارتفاع الاسهم فقط نقداً، فضلاً عن خيار منح قيمة الأسهم نقداً.
فائدة مزدوجة يحققها برنامج أسهم الموظفين: نمو للأعمال بأسرع الأساليب، وتعزيز على العلاقة بين الشركة والموظف، إذ تكسب الشركة ولاء الموظفين وانتمائهم لمؤسساتهم. أيضاً يجذب البرنامج الكفاءات والخبرات المميزة للشركة، مع تجنب التكاليف الباهظة في صرف الرواتب والمكافآت العالية.
عوائد مشتركة
ينعكس إشراك موظفي الشركة في ملكيتها على ولاء وفاعلية الموظف الذي بات من الملاك، كما يفتح فرصة لدخول الموظفين في عالم الاستثمار، وفي نفس المجال الذي يعملون فيه.
فضلاً عن ذلك، فإن امتلاك الموظف أسهماً بالشركة، يشجعه على زيادة الإنتاجية، مما يحقق عوائد على الفرد والمؤسسة.
وعلى الرغم من أن تملك الأسهم للموظفين، كان شكلاً موجوداً منذ زمن إلا أنه شاع منذ سبعينيات القرن الماضي. وقد استخدمته العديد من الشركات والمؤسسات بهدف مواءمة أهدافها مع تطلعات العاملين فيها.